بيانات العضو | | مسلمة | | عضو ذهبى | 
|  |
معلومات العضو | الجنس : 
عدد المساهمات : 931
عدد النقاط : 28155
|
|  موضوع: رسالــــــة .. للأمة !؟  02/04/10, 01:01 pm | |
|
أ محمد صلاح الدين/جريدة
المدينة
وجهت
منظمة « أنصار الأسرى « الفلسطينية رسالة إلى الرئيس الفرنسي نيكولا
ساركوزي طالبته فيها بالعدل في المعاملة بين الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليت
والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية . وقالت المنظمة في
رسالتها « إنه ليس من العدل أن تتوجه برسالة للأسير
الإسرائيلي شاليت بمناسبة عيد ميلاده ولا توجه رسائل لقرابة عشرة آلاف
أسير فلسطيني ففي كل يوم يكون عيد ميلاد لأحدهم بل وفي مرات عديدة يكون
لثلاثة أو أربعة وخمسة أسرى، ولقد تعهدت لوالدي شاليت بالعمل على إطلاق
سراحه، لكنك لم تتعهد للأمهات الفلسطينيات بإطلاق سراح الآلاف من أبنائهن
الأسرى .
وقالت
المنظمة في رسالتها « إن كان تعاطفك مع شاليت بمناسبة مرور ثلاث سنوات على
اعتقاله نؤكد لكم أن هناك مئات من الأسرى اعتقلوا حينما كان شاليت في بطن
أمه ، بل وقبل ذلك بكثير ، وما زالوا في الأسر ، وهناك العشرات
أمضوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي أكثر من عمر شاليت ومن العدالة سيادة
الرئيس أن تقف مع كل الأسرى سواسية وتطالب بحقوقهم الإنسانية كما تنص عليها
المواثيق والأعراف الدولية ، وعليكم أن تأخذوا بعين الاعتبار أن شاليت
يحمل الجنسية الفرنسية لكنه أسر وهو على متن دبابة عسكرية إسرائيلية تقتل
أطفالنا وشيوخنا ونساءنا ، وهذا ما لا تقبلوه عليكم ، فيما أسرانا اختطفوا
من بيوتهم وأماكن عملهم .
* * *
هذه رسالة مفجعة
بالغة الدلالة ،توضح إلى أي مدى تبلغ ازدواجية المعايير والسلوك وعلى مستوى
رؤساء الدول الكبرى في العالم،حين يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني والعرب
والمسلمين.
والسبب بالغ البساطة ، أن الصهاينة أفلحوا في أن يكونوا من
القوة والنفوذ بحيث يفرضون خشيتهم وتملقهم حتى على الدول الكبرى ورؤسائها ،
وأن تكون إسرائيل فوق الشرائع والقوانين وفوق العدالة والحق ، وفوق
المساءلة مهما ارتكبت من جرائم وحروب إبادة ، أما نحن العرب ، فلم نفلح في
أن نكون أمة مهابة الجانب فحسب ،بل عاملنا أنفسنا وقضايانا بنفس الاستهانة
واللا مبالاة التي تعاملنا بها إسرائيل والدول الكبرى ، فرغم كل جرائم
إسرائيل التي تصفعنا بها صباح مساء خاصة تهويد القدس والغزو المدمر للبنان
وغزة ، والحصار الإجرامي لأكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في القطاع ،
لا تزال علاقات بعض العواصم العربية مع العدو مستمرة وأبوابها أمام القادة
الإسرائيليين مفتوحة.
* * *
ويبدو واضحا أن هذا
الأمر ليس مقتصرا على فلسطين ، ففي أفغانستان والعراق يشكل مقتل جندي
أمريكي أو أوروبي مسؤولية جسيمة لحكومته ، ومساءلة برلمانية وشعبية ولا
تسألن عن برامج العناية والرعاية للجرحى والمعاقين ، لكن أحدا لا يعبأ
بمقتل مئات الألوف من المدنيين الأفغان والعراقيين ولا يحصيهم أحد، وكذلك
هم ملايين الأرامل والأيتام والمعاقين في البلدين الشقيقين ، وكل ذلك يجعل
العدو الصهيوني يمضي في جرائمه الكبرى دون ان يقيم وزنا لأحد .
أرجو أن يعيد القارئ الكريم قراءة
رسالة منظمة أنصار الأسرى الفلسطينيين للرئيس الفرنسي ، والتي افتتحت بها
هذا المقال لأنها في واقع الحال رسالة للأمة وتعبير صارخ عما بلغته من هوان
على نفسها وعلى الناس .
|
|
