oooo (( أسرة واحدة 000 مجتمع واحد )) oooo
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك ليس عليك سوى ملأ الحقول الثلاثة الخاصة بالتسجيل
الاسم - الباسورد - الإيميل
شكرا قواعد التغيير من منظور تاريخي Icon_sunny
ادارة المنتدي قواعد التغيير من منظور تاريخي Icon_flower
oooo (( أسرة واحدة 000 مجتمع واحد )) oooo
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك ليس عليك سوى ملأ الحقول الثلاثة الخاصة بالتسجيل
الاسم - الباسورد - الإيميل
شكرا قواعد التغيير من منظور تاريخي Icon_sunny
ادارة المنتدي قواعد التغيير من منظور تاريخي Icon_flower
oooo (( أسرة واحدة 000 مجتمع واحد )) oooo
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

oooo (( أسرة واحدة 000 مجتمع واحد )) oooo


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر | 
 

 قواعد التغيير من منظور تاريخي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
 

بيانات العضو

مسلمة
عضو ذهبى
عضو ذهبى
مسلمة

معلومات العضو

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 931
عدد النقاط : 28150

إعلانات المنتديات

 

معلومات الاتصال

مُساهمةموضوع: قواعد التغيير من منظور تاريخي   قواعد التغيير من منظور تاريخي Icon_minitime02/04/10, 01:09 pm



شريف
عبد العزيز -مفكرة الإسلام










www.up75.com.jpg" border="0" alt=""/>

إنه
ينتشر كالوباء الفتاك وينتقل بسرعة من بلد لآخر
ويتسرب من جيل إلى
جيل ولا يسلم منه كبير ولا صغير، إنه أخطر أمراض العصر، إنه الداء العضال
الذي يصيب القلوب ويحطم النفوس ويغتال الآمال ويقتل الأحلام.


إنه
اليأس الذي تغلغل في قلوب أبناء الأمة الأخيرة أمة الإسلام،
فإن
اليأس إذا دخل قلبا وتمكن منه تحول هذا القلب إلى حطام إنسان وبقايا مسلم
وأثار من حياة، تحول صاحبه إلي جثة هامدة لا يتحرك لا يتكلم لا يفكر لا
يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر لا يغير واقعا لا يتمنى ولا يحلم ولا حتى يفكر
في الحلم فهو حي ميت ومستيقظ نائم، فمع اليأس يرتدي الإنسان منظارا أسودا
يرى به كل الأشياء سوداء، ومع اليأس يتصور المسلم أن أعداءه لا يقهرون ولا
سبيل عليهم ولا فائدة من الوقوف أمامهم، فاليأس هو العقبة الكئود التي
تعترض طريق الأحياء لاستعادة الكرامة المفقودة والمجد الضائع، وهو الصخرة
الصلبة التي تتحطم عليها المجهودات المخلصة للنصرة والرقي، وبالجملة فاليأس
داء قاتل قتال للناس عامة والمسلمين خاصة هذا رغم الوعيد الشديد والإنذار
الأكيد من المولى العلي الحميد عندما قال :]ولا
تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون]

[سورة يوسف الآية 87]، وأصبح لسان حال كثير من أبناء الأمة كما قال الشاعر:


يا قوم لا
تتكلمـــوا إن الكـــلام محـرم


ودعوا
التفهم جانبا فالخير ألا تفهموا


ناموا ولا
تستيقظوا ما فاز إلا النّــوم


إن قيـل
هذا نهاركم ليل فقالوا مظلــم


وإن قيـل
ما تستحقون فقالـوا نعـــدم


هذا لمـن
أراد أن يلقـي عيشه مكـرم


- والحق أن الإسلام يفترض
أن يكون أبعد الأمم عن هذا الداء والمسلمون يفترض أنهم أحصن الناس وأقواهم
مناعة ضد هذا المرض العضال ولكن لما تخلى المسلمون طوعا عن سر قوتهم وسبب مناعتهم ومصدر عزتهم
ورغبوا في الدنيا عن الآخرة وقعوا في اليأس وأصبحوا بين الدنيا والآخرة فلا
هم نالوا حظهم من الدنيا ولا هم للآخرة عملوا ولعل من أهم أسباب
وقوع كثير من المسلمين في داء اليأس هو جهلهم بتاريخ أمتهم وما جرى
لأجدادهم وأسلافهم من لدن الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وقتنا الحاضر فإن
الأحداث قد تتطابق في تفاصيلها ولكنها قطعاً تتشابه في مجملها لذلك قال
العربي القديم 'ما أشبه الليلة بالبارحة' والتاريخ خير شاهد على أنه مهما
طال الظلم والظلمات فلابد للشمس أن تشرق وللنصر أن يأتي.


ولكن
السؤال الهام الذي يثور وبقوة الآن هو علي يد من سيكون النصر؟ ومن سيجني
ثمرة التمكين؟.


وهذا هو لب كلامنا وعين ما
نقصده من هذا الحديث فإن من أخطر تداعيات اليأس الذي ابتليت به الأمة، هو
هذا الشعور المتنامي والمتزايد عند كثير من المسلمين إن النصر لن يأتي إلا
على يد رجل معين وشخص بعينه سيكون هو الزعيم الملهم والشخصية الفذة الخارقة
التي ستظهر فجأة في واقع الأمة فتغير كل شئ وتنتصر على الأعداء وتحرر
المقدسات والأراضي المغتصبة، إنه الرجل التاريخي الذي سيقود الأمة ويأخذ
بيديها لتقوم من كبوتها وتستعيد ريادتها، هذا الرجل التاريخي ينمو في خبايا
القلوب ودخائل النفس شيئاً فشيئاً كلما ازداد الظلم والعدوان وتضخم اليأس
والإحباط وواجهت الأمة تحديات كبيرة في الداخل والخارج، وكلما ازدادت
التحديات وكثرة النكبات كلما أزداد المسلمون انسحابا من الواقع وانزواءًا
عن التأثير كلما ازدادت قناعة المسلمين في حتمية ظهور الرجل التاريخي
وتوقفت عجلة التغير والتأثير على ظهور هذا القائد والزعيم الذي سيعيد للأمة
مجدها ويشتت أعداءها ويصلح أحوالها ويملأ الأرض عدلاً ونوراً بعد أن ملئت
جوراً وظلماً .


- وهذا الأمر من
الخطورة بمكان حيث لابد من الوقوف عند هذا المخدر التاريخي الذي يزيد حالة
السلبية والإحباط عند جمهور المسالمين ويكرس العجز النفسي عندهم ويلقي في
هوة سحيقة ويكفؤهم على الغيب المكنون انتظاراً لظهور الرجل التاريخي وهذا
ينافي المسلك القرآني وشاهدات التاريخ كذلك
، قال تعالى: [إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم]
[سورة الرعد].


وقال الرسول صلى الله
وعليه وسلم 'إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم
الله بعقاب منه' رواه أبو داود في الملاحم وكذلك الترمذي والنسائي، وحديث
القرآن عن الأمم اليائسة المستسلمة العاجزة عن التغيير أو حتى التفكير يجعل
كل واهم وحالم يراجع أمره، ولقد تكرر هذا الحوار القرآني الفريد بين
الأتباع والأسياد والطغاة والمقهورين واليائسين عدة مرات في مواضع عديدة
تندرج تحت عنوان كبير ألا وهو 'تخاصم أهل النار'؛ نختار منها واحداً ندق به
على قلوب وعقول اليائسين والقانطين والغافلين وهو قوله عز وجل في سورة
إبراهيم [ وبرزوا لله جميعاً فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم
تبعاً فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء].


يقول سيد قطب رحمه الله
في تفسيرها:
الضعفاء هم الذين تنازلوا عن أخص خصائص الإنسان الكريم
على الله حين تنازلوا عن حريتهم الشخصية في التفكير والاعتقاد والاتجاه
وجعلوا أنفسهم تبعاً للمستكبرين والطغاة، وإنما هم ضعفاء لأن الضعف في
أرواحهم وفي قلوبهم وفي نخوتهم وفي اعتزازهم بأخص خصائص الإنسان، فإن
المستضعفين كثرة والطواغيت قلة فمن ذا الذي يخضع الكثرة للقلة، إنما يخضعها
ضعف الروح وسقوط الهمة وقلة النخوة والتنازل الداخلي عن الكرامة، إن
الطغاة لا يملكون أن يستذلوا الجماهير إلا برغبة هذه للجماهير فهي دائماً
قادرة على الوقوف لهم لو أرادت؛ فالإرادة هي التي تنقص القطعان، والخلاص
والنصر إذا لا يأتي بالأحلام والأماني بل لابد من وجود تلك الروح
الإيمانية الفعالة والمؤثرة التي ترمي بكل سهم من أجل التغيير واستعاده
المفقود؛
والأخطر من ذلك أن كثيرا من المسلمين أصبح ينتظر ظهور المهدي؛
هذا الرجل الذي سيصلحه الله عز وجل في ليلة والذي سيقود الأمة ويرأس الجيوش
لفتح رومية ويملا الأرض عدلا ونورا، ويعيد للأمة مجدها، المهدي الذي سيصلي
بعيسي بن مريم علية السلام ويكون له إماما، إلي غير ذلك من الصفات الواردة
بالأحاديث الثابتة الصحيحة, وتأتي الأحلام والرؤى من هنا وهناك بقرب ظهوره
وعلامات وبشارات وكتب ومصنفات على القرب المنشود ويزداد الناس بذلك عجزا
وسلبية اتكالا على ظهور المهدي هذا الرجل التاريخي الذي سيقود الأمة, وحتى
من لا ينتظر المهدي ويترقب ظهوره يحلم بأمثال صلاح الدين الأيوبي
وسيف الدين قطز والظاهر بييرس ويوسف بن تاشفين والمنصور بن أبي عامر وغيرهم
من أبطال الأمة التاريخيين ورجالها الخالدين الذين ظهروا في وقت عصيب قريب
الشبة بوقتنا الحاضر فقادوا الأمة للنهوض من كبوتها والقيام من سباتها
فهذا يحرر بيت المقدس وهذا يوقف الزحف التتري وهذا ينقذ الأندلس من الضياع
ويؤجل سقوطها عدة قرون إلى غير ذلك من الإنجازات والإسهامات والخدمات
الجليلة التي قدمها هؤلاء الأفذاذ لأمتهم المسلمة, وهذا الكلام هو محض وهم
واستقراء خاطئ لأحداث التاريخ الإسلامي أيضا تابع خطير من توابع الجهل
بتاريخ الأمم الإسلامية, فلم يكن ظهور هؤلاء الرجال
التاريخيين علي مسرح الأحداث مصادفة سعيدة أو خبط عشواء
بل كان وفق
منهج قويم ومجهود طويل وشاق وحصاد عمل رجال قبلهم قاموا بواجبهم على أفضل
ما يكون ولكن شاء الله عز وجل أن يأتي الحصاد وتجنى الثمرة على يد من بعدهم
فنسب الفضل إلي هؤلاء وتاه الآخرون في بحر النسيان ولكن قطعا لم ينساهم رب
السماوات والأرض ولندلل على ذلك من نفس الأمثلة التي خربها هؤلاء اليائسون
والمنتظرون للقائد الفذ الذي سيأتي على صهوة جواده لينقذ الأمة من عدوها
.


صلاح
الدين وبيت المقدس:


ظل بيت المقدس أسيرا بيد
الصليبين قرابة التسعين سنة وزيادة وقد محا الصلبيون منه كل رموز ومعالم
الإسلام فقتلوا يوم السقوط [22 شعبان سنة 492هـ] كل أهل المدينة من
المسلمين ولم يتركوا كبيرا أو صغيرا، رجلا أو امراه حتى أن الدم جرى مثل
الأنهار، وهدموا الجوامع والمساجد والمدارس وأحرقوا المصاحف وكتب العلم
الشرعي وحولوا الأقصى إلي إسطبل لتربية الخنازير وجعلوا محراب المسجد
المقدس خلاء لهم عليهم لعائن الله المتابعة، وبالجملة حولوا المدينة إلي
إمارة صليبية خالصة تماما .


وكان المسلمون وقتها في
حاله من الضعف والذلة والاقتتال الداخلي والتناحر الطائفي المذهبي والتسلط
الرافض بصورة غير مسبوقة أسهمت في مزيد من الضياع حتى تكونت الكثير من
الإمارات الصليبية وضاعت معظم سواحل الشام والجزيرة، وكان رد فعل المسلمين
ضعيفا خافتاً لتشتتهم وضعفهم وكثرة خلافاتهم، ثم ظهر علي الساحة رجل اسمه
الأمير 'مودود' وكان يحكم مدينة الموصل واستطاع أن يحقق أولى الانتصارات
المسلمة علي الصليبين وذلك سنة 505هـ وكان ذلك إيذاناً باستيقاظ المسلمين
من سباتهم وسقوط أسطورة الصليبين الذين لا يقهرون، واستمر الأمير 'مودود'
في جهاده حتى اغتالته الأيدي الآثمة الرافضية سنة 507 هـ وهو خارج من
الجامع بعد صلاة الجمعة وكان من ضمن قواد جيشه رجل اسمه 'عماد الدين زنكي'
الذي قدر له أن يكون رائد الجهاد ضد الصليبين أكثر من عشرين سنة عندما تولى
إمرة الموصل سنة 522هـ وظل ينابذ ويقارع الصليبين في الجزيرة والشام فترة
طويلة استطاع خلالها أن يحقق انتصارات باهرة توجها باسترجاع إمارة 'الرها'
من أيدي الصليبين بعد معركة هائلة سنة 539هـ وأزال عن الأمة كرباً شديداً
وورماً سرطانياً خبيثاً من جسدها ولكنه ما لبث أن قتل سنة 541هـ علي يد
الباطنية الروافض مما يوضح مدى الصلة الوثيقة بين أعداء الإسلام الأصليين
من اليهود والصليبيين والحركات الرافضية الباطنية؛ وتوضح مدى صدق قول نائب
مجلس صيانة الدستور الإيراني 'لماذا تعادينا أمريكا فلولا جهودنا ما دخلت
أمريكا أفغانستان والعراق'.


- ثم جاء الأمير الشهيد
والملك العادل 'نور الدين محمود' مجدد الجهاد الإسلامي في القرن السادس
الهجري وابن الأسد الشهيد 'عماد الدين زنكي' واستطاع نور الدين محمود أن
يستعيد أكثر من خمسين مدينة وحصن وقلعة من يد الصليبين وأن يوحد الصف
المسلم المتفرق بالشام ويقضي على النفوذ الشيعي بالشام ويتوج أعماله
العظيمة بإسقاط الدولة الفاطمية الرافضية الخبيثة بمصر وذلك بمساعدة كبير
قواده العسكريين 'أسد الدين شيركوه' وابن أخيه 'صلاح الدين الأيوبي'
الذي كان يعد أنجب تلاميذ نور الدين محمود وأخصهم وظل نور الدين محمود في
جهاد ورباط حتى مات سنة 569 هـ بعد ما تمهدت الساحة وتهيأت الأمة للمخاض
واستقبال الرجل التاريخي الذي سوف يجني ثمار من سبقوه فظهر صلاح الدين علي الساحة
وقام بمهمة تنسيق الجهود بين مصر والشام حيث لم تكن الشام وحدها قادرة
على تحقيق الحلم وطرد الصليبين بدون الاتحاد مع الجبهة المصرية وبالفعل
توجت المجهودات في 27 رجب سنة 583هـ وحرر بيت المقدس.


- وهذا معناه أن النصر
والتحرير جاء نتيجة مجهودات رجال مخلصين ظلوا على سعي وجهاد طيلة ثمانين
سنة؛ مودود يسلم الراية لعماد الدين زنكي الذي يجاهد حتى يسلم
الراية لنور الدين محمود الذي يجاهد حتى يسلم الراية لصلاح الدين يوسف الذي
يجاهد حتى يأتي النصر على يديه، ولو قدر الله عز وجل الفتح على يد خليفته
مثلا وهو أخيه محمد الملقب بأبي بكر لما علم كثير من المسلمين شيئا عن صلاح الدين ولطارت
الشهرة والأمجاد كلها لأخيه أبي بكر الأيوبي.


ولنعطي مثالا آخر حتى
يزداد الأمر وضوحا أكثر فأكثر


يوسف
بن تاشفين وإنقاذ الأندلس:


- مرت على الأندلس عدة عصور تقلب فيها المسلمون بين قوة وضعف وتجمع وكسر
واتحاد واختلاف ولكن أسوأ هذه العصور كان في القرن الخامس الهجري وهو عصر
ملوك الطوائف حيث انقسمت دولة الإسلام بالأندلس إلى أكثر من عشرين دويلة
بين صغيرة وكبيرة يحكمها رجال لا هم لهم إلا الدنيا وحظوظها والشهوات
وآثارها والأدهى من ذلك أن هذه الدويلات قد دخلت في صراع داخلي وقتال حدودي
شرس من أجل اكتساب مزيد من الأراضي من واحدة للأخرى والعكس ومن أجل تمويل
هذه الحروب المدمرة حالف أمراء الطوائف ملوك أسبانيا النصرانية وهادنوهم من
أجل التفرغ لقتال إخوانهم المسلمين على الحدود المصطنعة واستغل ملك
أسبانيا النصرانية [ألفونسو السادس] ذلك الأمر وأعلن قيام حرب الاسترداد
المقدسة المعرفة باسم 'الريكونوكستا' واحتل طليطلة سنة 478هـ وكانت ضربة
شديدة للوجود الإسلامي بالأندلس وأفاق ملوك الطوائف من غفوتهم فاندفعوا
لطلب المساعدة من إخوانهم المسلمين بالمغرب أو ما يعرفوا بالمرابطين
وأميرهم 'يوسف بن تاشفين'.


وكانت دولة المرابطين قد
تأسست على يد فقيه مجاهد اسمه 'عبد الله بن ياسين الجزولي' الذي جمع بين
العلم والورع والزهد والتأثير والشجاعة والبطولة والجهاد كل ذلك في إناء
واحد وهو قلبه، وهدى الله عز وجل علي يديه قبائل البربر التي كانت تغط في
جهل عميق، وأحيا الشعائر المندرسة عندهم ونشر الإسلام بين قبائل البربر
الوثنية وعمل على انتخاب مجموعة من النجباء والأفاضل وتعهدهم بالتربية وكان
أفضل تلاميذ الفقيه المجاهد عبد الله بن ياسين رجل اسمه [يحي بن إبراهيم]
وكان من أخص الناس به ثم تبعه رجل آخر من رؤساء البربر اسمه 'يحي بن عمر' واتبع الفقيه عبد الله بن
ياسين سياسة التربية الشاملة مع أتباعه؛ والتي تقوم علي غرس الإيمان
والأخلاق والعقيدة الصحيحة وحب الجهاد في سبيل الله، فنشأت حركة
جهادية عارمة وسط قبائل البربر وعملوا على نشر الإسلام بين قبائل غرب ووسط
القارة الإفريقية وظل عبد الله بن ياسين وتلاميذه يجاهدون القبائل الوثنية
حتى استشهد سنه 451هـ وقد سبقه في الشهادة أنجب تلاميذه يحي بن عمر ويحي بن
إبراهيم وقبل أن يسلم الروح أوصي المرابطين بأن يتولى أمرهم الأمير أبو
بكر بن عمر اللمتوني الذي كان نعم القائد لجموع البربر المجاهدة وكان محبا
لنشر الإسلام خاصة وفي منطقة وسط إفريقيا حوض النيجر وبلاد غانا ومالي فعمد
إلى اختيار نائب له في منطقة وسط المغرب للوقوف أمام قبائل معموده
البربرية التي كانت تقف في وجه الدعوة الإسلامية وتأوي الكثير من الوثنيين
والمجوس ووقع اختياره على ابن عمه البطل المقدام 'يوسف بن تاشفين' وكان
وقتها في الحادي والخمسين من عمره حيث أنه قد ولد سنة 400 هـ وقد اشترك من
المرابطين منذ بداية دعوتهم وكان صاحب خبرة قتالية وقيادية عالية فأحسن
قيادة المرابطين في الفترة التي انشغل فيها القائد العام 'أبو بكر بن عمر
اللمتوني' بنشر الدعوة بأدغال أفريقيا, حتى علت مكانة 'يوسف بن تاشفين 'بين
قبائل البربر عموما والمرابطين خصوصا وأحبوه بشدة لعدله وورعه وديانته
وحبه للجهاد في سبيل الله فلما عاد أبو بكر بن عمر وجد أن المكانة والوضع
الذي أصبح فيه يوسف بن تاشفين يحتم عليه أن ينزل له عن قيادة المرابطين
وذلك لمصلحة الدولة والدين ووحدة الصف, وعاد أبو بكر بن عمر لنشر الإسلام
بوسط أفريقيا حتى استشهد رحمه الله في إحدى المعارك وأصبح 'يوسف بن تاشفين'
هو القائد العام للمرابطين وأصبح المغرب العربي كله تحت قيادته فلما جاءه
الصريخ من أهل الأندلس بما جرى لهم من سقوط طليطله وعدوان ألفونسو السادس
على المسلمين قرر عبور البحر ونجدة دولة الإسلام بالأندلس، وبالفعل قاد
يوسف بن تاشفين تحالفا إسلاميا من البربر والأندلسيين وانتصر على إسبانيا
في معركة الإسلام الخالدة 'الزلاقة' وذلك في 12 رجب 974هـ وأعاد للإسلام
هيبته وقوته وقمع شر الصليبين وعطل حركة الاسترداد لفترة طويلة، ثم قام بعد
ذلك بالدور الأروع وهو إزالة ملوك الطوائف الواحد تلو الآخر وأعاد للأندلس
وحدته وأصبحت الدويلات دولة واحدة قوية صامدة .


وعلى ذلك فقد كان يوسف بن
تاشفين هو محصلة عمل سلسلة من الرجال المخلصين المجاهدين الذين قاموا
بأدوار ربما أقوي وأفضل لصالح الأمة المسلمة؛ فعبد الله بن ياسين ثم
يحيي بن إبراهيم ثم يحيي بن عمر ثم أبو بكر بن عمر ثم يوسف بن تاشفين كلهم
على نفس مستوى المسئولية والكفاءة وحسن القيادة والديانة ونصرة الإسلام
ولو وجد أي منهم يوم أن جاء صريخ أهل الأندلس لجاء رد فعله تماما مثل يوسف
بن تاشفين ولقاد الجموع لنصرة المسلمين وإنقاذ الأندلس.


- هذان المثالان وغيرهما
كثير في أحداث التاريخ الإسلامي يضعانا أمام حقيقة واحدة في غاية الأهمية
وهي أن فكرة الرجل التاريخي والقائد المنقذ المترسبة في أذهان كثير من
المسلمين الآن لا وجود لها تاريخيا ولا واقعيا وأن التغيير لا يأتي هكذا
بضربة قدر بل له نظم وثوابت ومقدمات ومعطيات لابد من أخذها والسير بها
للوصول لما يعلم به كل غيور ومخلص، وأن الجانب الإيجابي من هذه القضية
أننا نستطيع أن نقول لكل غيور ومخلص وأيضا حالم أنت الرجل التاريخي أنت
الذي ستقود الأمة أنت الذي ستغير واقع الأمة أنت الذي ستكتب عنه غدا كتب
التاريخ ويقرأ أخباره أولادنا وأحفادنا,
فكل واحد منا مطالب بأن يكون
هو الرجل التاريخي في مجاله ونطاقه وعلى قدر عطائه واستطاعته وعندما يستشعر كل واحد منا
بأنه هو الرجل التاريخي والمنقذ لهذه الأمة عندها سيتحقق كل ما غاب عن بال
البائسين والمحبطين من هذه الأمة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

قواعد التغيير من منظور تاريخي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيب ٌعَتِيدٌ))


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
oooo (( أسرة واحدة 000 مجتمع واحد )) oooo :: القسم الأدبى والضحك والصور :: منتدى الموضوعات الإسلاميه-