بيانات العضو | مسلمة | عضو ذهبى |
| |
معلومات العضو | الجنس : عدد المساهمات : 931 عدد النقاط : 28180
|
| موضوع: عذراً صلاح الدين!(شعر) 02/04/10, 01:27 pm | |
|
يحيى صالح الوجيه/مجلة البيان
سَقِمَ الفؤاد وفاضت الآماقُ
وزهدت في دنيا التصابي والصِّبَا
فلـقـد مضــى زمــن النعــيـم بحُــسْنه
ما عاد يسليني الرِّفاق ولَهْوهم
ما عاد يطربني الغرامُ ولحنُه
تاهت لواعج لهفتي في حزنها
لما رأيت العزَّ يندب حظَّه
فغدوتُ مشغول الفؤاد كأنما
فالقدسُ يصرخ عاتباً متألِّـماً
أَوَ لم أكن مهد الخليل وأرضه
أَوَ لم أكن مهد الرسالة والهدى
أَوَ لم أكن مسرى النبي فكبَّر الأقـ
آهٍ فقد فتك الحديد بمعصمي
ظفرت بنا الأعداء يوم وداعكم
هُتك الستار وقُطِّعت أوصالنا
أَوَ هكذا ينسى الحبيب حبيبه
لله أيام البطولة والفدى
قوم تنادوا للبسالة والرَّدى
ومضى (صلاح الدين) سمّاً للعِدَى
طارت بأطباق الثريَّا أمة
عذراً (صلاحَ الدين!) إن ظفر العِدَى
هذا دويُّ القدس من أعماقه
شجب اليَرَاع لشجبكم مستنكراً
فحجارة بيد الصغار كأنها
وضفائرٌ كالليل أوقد نارها
أحيت لنا الخنساء من أشلائها
قدماً تصاغرت الشجاعة دونه
فعلامَ نرضى أن نعيش بذلَّة
لا تحسبوا بالرفق يُنزَع حقنا
وامضوا أسود الحق تطلب ثأرها
لا خير في عيش المهانة والخنا
صبراً فلسطين الأبيَّة! إنني
فغداً نصلي في الخليل وتختفي
والحق يعلو والحناجر تحتفي وتقرَّحت جرَّاءها الأحداقُ
رغم الشباب، وللشباب نزاقُ
وجثا عليَّ الهمُّ والإطراقُ
كلا! ولا تلك الرِّفاقُ رفاقُ
كلا! ولا تلك الحياةُ تُطَاقُ
فمضت على أعقابها الأشواقُ
والقدسُ عاثَ بطُهْره الفسَّاقُ
ضاقت عليَّ برَحْبها الآفاقُ
ولأَسْره قد أشفق الإشفاقُ
أَوَ لم يبارك أرضيَ الخلاقُ
بل قِبْلة تسمو بها الأخلاقُ
ــصى وهلَّل في السماء براقُ
وتمزَّقت من غلِّها الأصفاقُ
فدماؤنا فوق الدماء تُراقُ
ونساؤنا نحو الهوان تُساقُ
بحطام دنيا ما لها ميثاقُ
وسباق خيل ما لهنَّ لحاقُ
فسمَتْ بهم فوق الطِّباق طباقُ
وسمومكم لعدائنا ترياقُ
شمخت وأخرى للهوى تنساقُ
بدياركم فجموعنا أحذاقُ
فلتسمعوا أوَ ما لكم أعماقُ
واستنكرت تنديدَنا الأوراقُ
سيف المنيَّة حدُّها ذلاقُ
حمماً ودكَّ الغاصبين نطاقُ
مجداً وندَّد فعلها الأبواقُ
جوداً تحيَّر جوده الإنفاقُ
أَوَ ليس من بعد الحياة فراقُ
فالجبن داء ما له إفراقُ
إن التخاذل خسَّة ونفاقُ
يعلو سماها الذل والإخفاقُ
لفداء قدسيَ تائق مشتاقُ
سحب الظلام ويشرق الإشراقُ
لقي الأحبة والسلام عناقُ |
|