لوّح وزير الصحة المصري، حاتم الجبلي، إلى احتمال أن تلجأ
الحكومة المصرية إلى إلغاء موسم الحج لهذا العام، بسبب نقص اللقاحات
الخاصة بفيروس H1N1 المسبب لمرض أنفلونزا الخنازير، مشيراً إلى أنه في
حالة تأخر وصول اللقاحات المطلوب توريدها من قبل الشركات المنتجة بالخارج،
فلن يكون بمقدور الحجاج السفر إلى الأراضي المقدسة.وخلال مؤتمر
صحفي مشترك مع سفير المملكة العربية السعودية في القاهرة، هشام بن محيي
الدين ناظر، أكد وزير الصحة أنه لا يوجد، حتى اللحظة، ما يدعو إلى تأجيل
الحج هذا العام، باستثناء تأخر الشركة المنتجة في توريد اللقاحات، مشدداً
في الوقت نفسه على أنه لن يتم السماح بسفر أي حاج إلا بعد تناوله الجرعات
المطلوبة من اللقاح لحمايته من الإصابة بالمرض.وأضاف الجبلي أنه في
مثل هذه الحالة "الاستثنائية"، سيتم "إلغاء الحج لظرف قهري خارج عن إرادة
الحكومة"، مؤكداً أنه تم التعاقد مع شركة بريطانية على توريد شحنات إضافية
من لقاح أنفلونزا الخنازير خلال أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، في الوقت
الذي من المتوقع فيه أن يغادر أول فوج من الحجاج إلى السعودية في 20 من
الشهر الجاري.
ونقل موقع "أخبار مصر"، التابع لاتحاد الإذاعة والتلفزيون عن وزير
الصحة قوله: "الإلغاء سيتم أيضاً نظراً لأن المملكة العربية السعودية
تشترط التطعيم ضد أنفلونزا الخنازير، وتقديم شهادة طبية بذلك، بالإضافة
إلي التطعيمات الأخرى المتعارف عليها، وهي السحائي‏ والأنفلونزا
الموسمية‏، وبدونها لن تسمح لأي حاج دخول الأراضي السعودية‏."كما
أوضح أنه لن يتم أيضاً السماح بسفر كل من يتم اكتشاف إصابته بارتفاع في
درجة الحرارة أكثر من 38 درجة، حتى في حالة تناوله تلك التطعيمات، التي هي
"أمر مفروغ منه"، واصفاً تلك الإجراءات بأنها "غير قابلة للنقاش"، مشيراً
إلى أنه لن يتم السماح للحجاج باصطحاب أي مواد غذائية أو أطعمة معهم.وأشار
الوزير إلي أن قرار إلغاء الحج ليس قرار الوزارة، ولكنه "قرار جماعي
ستتخذه الحكومة‏"،‏ إلا أنه استدرك قائلاً إنه "لا يوجد مؤشرات حتى الآن
لمثل هذا القرار‏"، مؤكدا أن جميع الاستعدادات لمواجهة انتشار الفيروس
تؤكد فاعليتها في مواجهة الموقف، وأن "الأعداد القليلة للمصابين من عمرة
رمضان، تعد مؤشراً جيداً"، بحسب قوله.وكانت مصر قد تقدمت باحتجاج
رسمي إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، طالبت فيه بتوزيع عادل
لمصل أنفلونزا الخنازير، وذلك من خلال خطاب مشترك لوزارتي الصحة
والخارجية، قالتا فيه إن اللقاح لا يوزع بعدالة بين الدول الفقيرة والغنية.
وقال الجبلي، في تصريحات سابقة، إن الدول الغنية تحصل على جميع
احتياجات سكانها من هذه اللقاحات، بينما الدول النامية والفقيرة لا تحصل
على الحد الأدنى من احتياجاتها، مضيفاً أن الدفعات الكبيرة لهذه الأمصال
سوف تصل تباعاً خلال يناير/ كانون الثاني القادم.وكشفت مصادر مطلعة
بالقاهرة مؤخراً أن الجيش المصري يعتزم بناء أول مصنع لإنتاج لقاح
"أنفلونزا الخنازير" محلياً، بمدينة السادس من أكتوبر، غربي القاهرة،
مؤكدة أنه من المتوقع أن يتم الانتهاء من إنشاء المصنع، في "أسرع وقت
ممكن"، على أن يبدأ الإنتاج قريباً.